مُعَلِّمُونَ كاذِبُون
2
غَيْرَ أنَّهُ كانَ هُناكَ أنبِياءٌ كَذَبَةٌ بَيْنَ شَعبِ اللهِ! وَسَيَكُونُ بَيْنَكُمْ أيضاً مُعَلِّمُونَ كَذَبَةٌ، يَدُسُّونَ بَينَكُمْ عَقائِدَ هَدّامَةً. سَيُنكِرونَ الرَّبَّ الَّذِي اشتَراهُمْ، فَيَأتوا عَلَى أنفُسِهِمْ بِدَمارٍ سَريعٍ. سَيَتبَعُهُمْ كَثِيْرُونَ فِي طُرُقِهِمُ المُنحَلَّةِ. وَبِسَبَبِهِمْ سَيُساءُ إلَى طَرِيْقِ الحَقِّ. فَهُمْ سَيَستَغِلُّونَكُمْ بِتَعاليمِهِمُ الخادِعَةِ، وَسَيُتاجِرُونَ بِكُمْ فِي جَشَعِهِمْ. أمّا دَينونَتُهُمْ فَمُعَدَّةٌ مُنذُ القَدِيْمِ، وَدَمارُهُمْ فِي انتِظارِهِمْ.
فَاللهُ لَمْ يَعفُ عَنِ المَلائِكَةِ الَّذِيْنَ أخطَأُوا، بَلْ أرسَلَهُمْ إلَى كُهُوفِ الظُّلْمَةِ فِي العالَمِ السُّفلِيِّ لِيُحجَزُوا حَتَّى مَوْعِدِ الدَّينُونَةِ. لَمْ يَعفُ اللهُ عَنِ العالَمِ القَدِيْمِ، لَكِنَّهُ أنقَذَ نُوحَ الَّذي كانَ يَعِظُ مَنادِياً بِحَياةِ البِرِّ، وَأنقَذَ سَبعَةً آخَرِيْنَ مَعَهُ، عِندَما أرسَلَ الطُّوفانَ عَلَى عالَمِ الأشْرارِ.
وَحَكَمَ عَلَى مَدِيْنَتَي سَدُّومَ وَعَمُّورَةَ بِالدَّمارِ فَحَوَّلَهُما إلَى رَمادٍ، وَجَعَلَ مِنْهُما عِبْرَةً لِلآثِمِيْنَ مُبَيِّناً ما سَيَحدُثُ لَهُمْ. وَأنقَذَ لُوطَ الرَّجُلَ البارَّ، الَّذيْ كانَ يَتَألَّمُ مِنْ سُلُوكِ الفاجِرِيْنَ المُنحَلِّ. كانَ ذَلِكَ البارُّ يَتَعَذَّبُ فِي قَلْبِهِ البارِّ مِنَ الأُمُورِ الَّتِي يَراها وَيَسْمَعُها، وَهُوَ يَعِيشُ بَينَهُمْ يَوماً بَعْدَ الآخَرِ.
وَهَكَذا يَعرِفُ الرَّبُّ كَيْفَ يُنقِذُ الَّذِيْنَ يَخدِمُونَهُ مِنَ التَّجارِبِ، وَكَيْفَ يُبقِي الأشرارَ حَتَّى يَومِ الدَّيْنُونَةِ لِلعِقابِ. 10 وَلا سِيَّما الَّذِيْنَ يَتبَعُونَ طَبيعَتَهُمُ الجَسَدِيَّةِ وَشَهَواتِها النَّجِسَةِ، وَيَحتَقِرُونَ سُلطانَ الرَّبِّ. وَهُمْ وَقِحُونَ، مَغْرورونَ، وَلا يَتَهَيَّبونَ مِنْ إهانَةِ ذَوي الرُّتَبِ العاليَةِ!* 11 أمّا المَلائِكَةُ، فَهُمْ أكثَرُ مِنْهُمْ قُوَّةً وَجَبَرُوتاً، إلّا أنَّهُمْ لا يَفتَرُونَ عَلَيْهِمْ لَدَى الرَّبِّ!
12 لَكِنَّ هَؤُلاءِ الأشخاصَ أشبَهُ بِحَيواناتٍ غَيْرِ عاقِلَةٍ، تَسُوقُها الغَرائِزُ. وَهِيَ تُولَدُ لِلصَّيدِ وَالهَلاكِ. إنَّهُمْ يَهزَأُونَ بِأُمُورٍ يَجهَلُونَها. وَكَما تَهلِكُ الَحَيواناتُ، سَيَهلِكُونَ أيضاً. 13 وَسَيَنالُونَ جَزاءَ ما ارتَكَبُوهُ مِنْ أذَىً. كَما إنَّهُمْ يَرَوْنَ مُتعَتَهُمْ فِي الانغِماسِ فِي اللَّذّاتِ حَتَّى فِي وَضَحِ النَّهارِ. وَهُمْ عارٌ وَخِزيٌ بَيْنَكُمْ. يَتَلَذَّذُونَ بِطُرُقِهِمُ المُخادِعَةِ بَيْنَما يَشتَرِكُونَ فِي وَلائِمكُمْ! 14 شَهوَةُ الزِّنا فِي عُيُونِهِمُ الَّتِي لا تَتَوَقَّفُ عَنِ الخَطِيَّةِ، وَيُغوُونَ الأشْخاصَ غَيْرَ الثّابِتِيْنَ. لَهُمْ قُلُوبٌ مُدَرَّبَةٌ عَلَى الفِسقِ، وَهُمْ أولادُ اللعْنَةِ.
15 تَرَكُوا طَريقَ البِرِّ، فَتاهُوا. تَبِعُوا طَرِيْقَ بَلْعامِ بْنِ بَصُورَ الَّذِي أحَبَّ الأُجرَةَ الَّتِي تَقاضاها مُقابِلَ اثْمِهِ. 16 لَكِنَّهُ وُبِّخَ عَلَى إساءَتِهِ. فَقَدْ نَطَقَ حِمارٌ أعجَمُ بِصَوْتٍ بَشَرِيٍّ، فَمَنَعَ النَّبِيَّ مِنِ ارتِكابِ حَماقَتِهِ.
17 هَؤُلاءِ المُعَلِّمُونَ الزّائِفُونَ يَنابِيْعُ لا ماءَ فِيْها، وَغُيُومٌ تَدفَعُها العاصِفَةُ. وَقَدْ حُفِظَ لَهُمْ مَكانٌ فِي أعماقِ الظُّلْمَةِ. 18 يَفتَخِرُونَ افتِخاراً أجوَفَ، وَيَجُرُّونَ الآخَرينَ إلَىْ فَخِّ شَهَواتِ الطَّبيعَةِ الجَسَدِيَّةِ، لِيُغوُوا أُولَئِكَ الَّذِيْنَ بَدَأُوا لِلتَّوِّ بِالهَرَبِ مِنْ رِفاقِ السُّوءِ. 19 يَعِدُونَهُمْ بِالحُرِّيَّةِ، بَيْنَما هُمْ بِكامِلِهِمْ عَبِيْدٌ لِلفَسادِ. فَالإنسانُ مُستَعبَدٌ لِما يَسودُ عَليهِ. 20 هَرَبَ هَؤُلاءِ مِنْ أوساخِ العالَمِ بِمَعرِفَةِ رَبِّنا وَمُخَلِّصْنا يَسُوعَ المَسِيْحِ. لَكِنَّهُمْ إذْ عَلِقُوا فِي شِراكِها مَرَّةً أُخْرَى وَانغَلَبُوا، صارَتْ حالَتُهُمُ الأخِيْرَةُ أسوَأُ مِنَ الأُولَى. 21 فَكانَ أفضَلَ لَهُمْ لَوْ أنَّهُمْ لَمْ يَعرِفُوا طَريقَ البِرِّ، مِنْ أَنْ يَرتَدُّوا عَنِ التَعليمِ المُقَدَّسِ بَعْدَ أنْ عَرَفوهُ وَقَبِلوهُ. 22 وَهَكَذا يَصدُقُ عَلَيْهِمُ المَثَلُ القائِلُ: «كَلْبٌ يَعُودُ إلَى قَيئِهِ.» وَمَثَلٌ آخَرُ يَقُولُ: «خِنزِيْرَةٌ مُغَسَّلَةٌ تَعُودُ إلَى التَّمَرُّغُ فِي الوَحلِ.»
* 2:10 ذَوي الرّتب العالية. حرفياً: «ذوي الأمجاد.» وتبدو هذه إشارةً إلى كائنات ملائكية، ربما شريرة. 2:22 كلب … قيئة. من كتاب الأمثال 26: 11.